اتقوا الله في أبنائنا أيها الأطباء
تربوية حضرموت - سعيد بن حيدرة :
الأمر بتقوى الله
ليس خاصاً بوقت , ولا بفئة معينة , بل هو سمة من سمات المجتمع الحي الذي أراده
الله أن يكون خليفة في الأرض , يقول الله تبارك وتعالى : (( والعصر إن الإنسان لفي
خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر )) فهذه الآية
قانون في التواصي بالحق الذي جسده النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : المومن مرآة لأخيه المؤمن , ولكن لماذا تستهدف الاطباء بالذات ؟ وماذا رأيت من اعوجاج خاص يصل
ضرره إلى الأبناء؟
من حقك أخي الطبيب (الدكتور) أن تسأل عن هذا الأمر لتعرف الخطأ الذي تقع فيه
, ويمتد أثره علينا نحن المجتمع التربوي , وخاصة الإدارات المدرسية والأبناء.
يتكون هذا الامر من شقين الشق الاول
:
الإجازات الطبية للمعلمين : أنت أيها
الطبيب مؤتمن عندنا , وقرارك سار , ولايترك مجالا لرفضه , ولكن هناك من الأطباء من
يتساهل في إعطاء الإجازات الطبية للمعلمين بالجملة لا بالتفاريق كما يقول المثل ,
فيترك فرصة للذين في قلوبهم مرض , للتخلص
من واجباتهم عن طريق إدعاء المرض , فيعطى مالا يستحق , ويغيب أياماً بل أشهراً وروشتات
الأطباء تترى , فمن للأبناء يدرسهم ؟ إذا كنت أخي الطبيب تعطي إجازات بغير حساب ,
ألا تضع في حسابك ابنك او ابنك أخيك وهلم جرا , ألا تنظر إلى مدير المدرسة وحيرته
عندما يغيب عنده أكثر من معلم في وقت واحد . أليس هذا جواراً يقع على أبنائنا
التلاميذ والطلاب فيفقدون حلقات ينبغي أن تتصل حتى يصل أبناؤنا إلى ما نتأمله من
مهارات ومعارف .
الشق الثاني :وهوأهم من الأول ، وأشد خطرا
وبؤساً ،وأثره دائم ومتصل ، والمجتمع التربوي المتأثر به يكبر فيصل إلى الإدارات التربوية بالمديريات فما هو هذا
الشق الخطير ؟
أخي الطبيب هذا الشق يتعلق بالتقارير الطبية
التي تعطى للأشخاص والمعلمين ، والمعلمات ، ويتضمن تخفيض النصاب ، أو التحويل إلى
وظائف إدارية نظراً لعدم القدرة على مواصلة مهنة التدريس .
وهو موضوع هام تلعب فيه أنت أيها الطبيب
الصالح دوراً خطيراً فتقريرك إذا لم حقيقياً ، ويلامس الحالة ويشخصها بدقة ، فهذا
يعني أنك تظلم فئات عدة ، أولها : ابني التلميذ ، وابنك الطالب ، ومدير المدرسة ،
بل يصبح معول هدم للمخلصين من المعلمين الذي يرى ويعلم أن زميله ليس مريضاً ، وإنما
هي العلاقات التي أوصلت إليه تقريرك ربما حتى من غير أن يزور عيادتك !
أخي الطبيب لست أريد أن أشهر بكم كفئة في
المجتمع لها وزنها ، وثقلها الاجتماعي ، ولكن الواجب علينا أن نتواصى ، وينبه
بعضنا بعضاً ؛ لنحمي أنفسنا ، ومجتمعنا من عقاب بدأنا نذوق ويلاته في مظاهر كثيرة
أبرزها : الضعف المشين في مخرجات مدارسنا ، لعدم قيام المدرسة كمؤسسة تربوية بدورها
.
فلا تكن أحد المشاركين في هذه القضية
والله يوفقكم إلى الصواب .