أنشطة مدرسية

تراجم التربويين

مفاهيم

التربوي والموجه القدير : يوسف عاشور أحمد قرينون

تربوية حضرموت - سعيد بن حيدرة:

لدورة نهج القراءة فضل كبير في تعريفي على هذه الشخصية المرحة ، التي تضفي على النشاط ألواناً من الفاكهة تحببه إلى النفوس لتكسر حاجز الملل . حاولت أن أقترب منه لأكتشف قلباً كبيراً خلف ذلك الوجه الأسمر ذي الرأس الذي كلله البياض فلم يترك  في شعره مساحة سوداء غير أن ذلك الشيب لم يستطع التغلغل إلى صدره ليبقى مرحاً نشيطاً يغبط عليه .
لم أكن لأطمئن على ما لاحظته عليه فقلت لعله يتصنع ذلك ، فسألت عنه زملاءه فألفيت ما تصورته عنه يقارب ما خبروه من أخلاقه .
إنه التربوي والموجه : يوسف عاشور أحمد قرينون موجه مادة اللغة العربية في مديرية تريم .
يوسف عاشور قرينون
ولد أستاذنا يوسف سنة : 1960 م في قرية الكودة مديرية تريم وينحدر من أبوين من نفس القرية التي ولد فيها ، وترعرع ، ولما بلغ السادسة من عمره دفعه أبوه إلى معلامة الشيخ : عبيد دامس باجبير رحمه الله فتعلم القراءة ، وشيئاً من القرآن الكريم قبل أن يلتحق بالمدرسة الابتدائية في قريته الكودة ، وقد تعاقب على إدارتها الأساتذة : أحمد دحمان من الساحل ، ومحمد عبد الرحمن الجنيد ، وكرامة عبيد باضاوي . وتخرج منها حوالي سنة 1972م إذ كان نظام التعليم يعتمد شهادة للمرحلة الابتدائية .
بعد إكماله المرحلة الابتدائية انتقل إلى منطقة تريم ليلتحق بإعدادية تريم التي كان مديرها الأستاذ : خميس حمدون رحمه الله تعالى . وبقي فيها حتى نال الشهادة الإعدادية حوالي سنة 76- 77م . ثم التحق بثانوية تريم التي كان يديرها الأستاذ : حسن عمرالحداد ، وتخرج منها سنة : 1980م .
بعد حصوله على الثانوية العامة لبى النداء الوطني في خدمة الوطن ، وهو الواجب العسكري الإلزامي الدفعة التاسعة في جبل حديد في مدينة عدن لواء الشحن .
أنهى تلك الفترة الإلزامية التي تصقل أعواد الشباب وتزيل ما بهم من نعومة ، وتعودهم على الاعتماد على الذات ليواصل دراسته الجامعية في جامعة عدن كلية التربية بالمكلا تخصص : لغة عربية ، وتخرج منها 1987م ليجد له مكاناً شاغراً في السلك التدريسي معلماً في ثانوية تريم ليؤدي ما في رقبته من دين ، ويخدم وطنه في هذا الجانب الهام من مفاصل التنمية ، وقد عاصر من مديري المدرسة حسن عمرالحداد سنة واحدة ، عبيد عبود عليان تسع سنوات كاملة .
بعد عشر سنوات من التعليم في ثانوية تريم ، وبروزه كمعلم متميز وقع عليه الاختيار ليكون موجهاً لمادة اللغة العربية في مديرية تريم ، ويوجه خبراته التي اكتسبها بالممارسة ، وأهم قضية جند لها حياته هي : أن يحقق المعلم نتاجه التعلمي من خلال الأهداف المرسومة للمرحلة التعليمية  لا أن يكون همه إكمال الكتاب المدرسي .
واستمر على هذا الهدف حتى كتابة هذه الترجمة وهو يوظف كل ما يملك من خبراته سواء بالممارسة ، أو التجريب أو الدورات التدريبية مثل : دورات 1- 3 مدرباً ، أو 4- 9 متدرباً ، أو نهج القراءة الذي يسابق في استيعاب خطواته ليستطيع إيصالها إلى المعلمين من اقرب سبيل .
من طرائفه التي يقصها بعض زملائه عنه : أنه وبعد دخوله حصة مع أحد المعلمين ، وبعد انتهاء الدرس سأله المعلم كيف رأيتني في الحصة ؟ قال له : أنت قائد عسكري ، ولست معلماً . وتعد هذه الطرفة التي قالها أستاذنا يوسف نظرة متقدمة للعمل التربوي ، وما ينبغي أن يكون عليه المعلم داخل حجرة الصف من مرح ولين ليستطيع إكساب الطلاب المهارات والمعارف بشكل سلس شيق . فلو سلم الأمر في اختيار المعلمين لأهل الخبرة ما كنا وصلنا إلى هذا المستوى من التدني والضعف .
من أبرز المواقف التي حدثت له ولم تمح من ذاكرته ما مر عليه  في مرحلة التطبيق في إحدى المدراس ، إذ تم توزيعه مع عدد من زملائه ليشاهدوا كيف يؤدي المعلمون دروسهم ؟ فلما دخلوا مع أحد المعلمين حصة ، وكانت درس قراءة ، طلب المعلم من التلاميذ أن يقرأوا  قراءة صامتة ، واستمر المعلم طوال الحصة على هذا النشاط حتى دق الجرس فحزم كتبه وخرج ، فرجعوا بخفي حنين .
        حفظ الله أستاذنا يوسف ، وأعانه على أداء ما بقي له من سنوات في العمل التربوي ، معطاء لخبراته ، وأن يمن عليه بالصحة والعافية ما بقي له من عمر .

كتبها : سعيد عبد الله بن حيدرة  
sb2522@gmail.com

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

ShareThis

AddThis Smart Layers